لابانغوارديا: الغاز الذي تضخه إسبانيا للمغرب مصدره الولايات المتحدة الأمريكية والرباط استطاعت حل مشكلة القرار الجزائري
قالت صحيفة "لابانغوارديا" الإسبانية إن الغاز الطبيعي الذي شرعت مدريد في تصديره إلى المغرب بشكل عكسي عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي، ليس جزائريا كما كان يخشى قصر المرادية، بل إنه قادم من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو نتيجة اتفاق بين واشنطن والرباط نجحت فيه هذه الأخيرة على الرغم من الوضع الصعب الذي يعرفه سوق الطاقة الدولي في الظرفية الحالية.
وقال تقرير للصحيفة إن الغاز الذي شرعت إسبانيا في تحويله للمغرب منذ يوم الثلاثاء الماضي، مصدره الولايات المتحدة، وجرى تفريغ الشحنة الأولى منه، والتي جاءت على شكل غاز مسال، في وحدة لإعادة التحويل في مدينة بيلباو شمال البلاد، قبل أن يتم تحويله جنوبا في الحالة الغازية مجددا عبر شبكة أنابيب داخلية، ثم عبر مضيق جبل طارق عبر الخط المغاربي الأوروبي ليصل إلى مدينة طنجة.
وأوضح المصدر نفسه أن المغرب لم يطلب من جارته الشمالية إعادة بيع الغاز الجزائري له، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر "صارمة" حيال هذه الفكرة واشترطت على إسبانيا ألا تقوم بإعادة بيعه، وهو ما دفع الحكومة المغربية إلى البحث عن مُوَرِّد في السوق الدولية وسط المنافسة الشديدة على مصادر الطاقة من طرف دول أوروبية وآسيوية التي تسعى للوصول إلى عقود استيراد جديدة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي في أقرب وقت ممكن.
ووفق الصحيفة فإنه عندما وقعت فاجعة مليلية يوم 24 يونيو الماضي، كان المغرب قد حل بالفعل مسألة إمدادات الغاز المستعملة في إنتاج الكهرباء، التي كانت مطروحة منذ أن أوقفت الجزائر وارداتها إلى المملكة في نونبر من سنة 2021، ويوم الثلاثاء بدأ بالفعل شحن الغاز الأمريكي إلى المملكة، وأضافت أنه في الوقت الذي بدأت فيه العملية شكر سانشيز الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال قمة "النيتو" في مدريد، على موافقة واشنطن على بيع الغاز المسال لإسبانيا وتقليص اعتمادها على الجزائر.
وكان المغرب قد أعلن رسميا نهاية ماي الماضي، عبر وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بن علي، أنه توصل إلى إنهاء المشكلة التي خلفها قرار الجزائر عدم تجديد عقود استغلال خط الغاز المغاربي الأوروبي وبالتالي وقت الإمدادات التي كانت تصل إلى المملكة بموجب عقد تجاري، حيث جرى اعتماد خطط أخرى وصلت مرحلة التنفيذ، ونجح في الحصول على بنية تحتية قريبة في إسبانيا والبرتغال لاستقبال كميات الغاز الطبيعي المسال.